دليل جديد على غرقها ماليا.. "ميدي 1" تتخلى عن المقر التاريخي لإذاعتها
أكدت شبكة "ميدي 1" مرة أخرى التخبط الذي تعيشه على جميع المستويات في ظل الإدارة الحالية، وهذه المرة أتى الدور على صحافيي ومستخدمي قناتها الإذاعية الذين فوجؤوا يوم أمس الاثنين بقرار صادر عن الرئيس المدير العام حسن خيار بالتخلي عن مقرهم التاريخي الذي يمتد عمره لـ4 عقود، ونقلهم إلى مقر القناة الواقع بالمنطقة الحرة "اكزناية" خارج المدار الحضري لمدينة طنجة.
وبررت الإدارة خطوتها الأخيرة بحاجة الإذاعة لمقر أكبر يواكب التطورات الإعلامية الراهنة، وبوجود إكراهات لوجستية تعيق مشروع التطور الرقمي الذي تطمح له الشبكة، رابطة الأمر أيضا بالإجراءات الاحترازية التي فرضتها جائحة "كوفيد 19"، قائلة إن المقر الجديد الموجود في بناية القناة التلفزيونية سيوفر كل ذلك.
وأوردت الإدارة أن المكان الجديد المخصص للإذاعة يعادل ضعف مساحة سابقه ويتوفر على 4 استوديوهات مجهزة بشكل جيد وتضمن تسجيل وعرض البرامج بواسطة الفيديو، مبرزة أن عملية الانتقال ستبدأ يوم 20 غشت 2020 على أن يبدأ البث من المقر الجديد يومين بعد ذلك، فيما سيتم الإعلان عن الشبكة البرامجية الجديدة يوم 7 شتنبر، لكنها نفت في المقابل وجود أي "دمج" بين الإذاعة والقناة التلفزيونية.
المبررات والتوضيحات التي حملتها مراسلة خيار، والتي حصلت "الصحيفة" على نسخة منها، لم تلق أي قبول لدى قطاع واسع من العاملين بالإذاعة الذين تفاجؤوا بهذا القرار، وفق ما أكدته للموقع مصادر من داخل المؤسسة، والتي قالت إن الأمر تم دون استشارة مع الصحافيين وباقي المستخدمين، موردة أن السبب الحقيقي هو "فشل الإدارة في التدبير المالي للمؤسستين".
وسيتسبب هذا القرار في تأثيرات اجتماعية وأسرية على العاملين بسبب استقرار أغلبهم حاليا في مناطق قريبة من المقر الحالي الموجود في حي "رأس المصلى"، والذي شهد أزهى فترات الإذاعة الدولية منذ انطلاقها في 1980، لكنه أيضا يدق ناقوس الخطر بقوة حول مستقبل الشبكة التي صارت تتخلى عن مقراتها شيئا فشيئا.
وكانت الإدارة قد نقلت العاملين بالموقع الإلكتروني الخاص بالإذاعة إلى مقر القناة التلفزيونية ودمجته مع نظيره هناك، قبل أن تقرر في مارس الماضي إغلاق مكتبها في الرباط متعللة بالأزمة الناتجة عن فيروس "كورونا"، ورغم أنها كانت قد تعهدت بعدم تسريح العاملين إلا أنها قامت بذلك فعلا الأسبوع الماضي، كما تركت وضع مجموعة من الإعلاميين معلقا حيث يوجدون في حالة عطالة بسبب توقف برامجهم ما اضطرهم إلى استغلال أيام عطلهم المتراكمة إلى حين الوصول إلى حل.
ويخشى العاملون في الإذاعة من أن يكون مصيرهم مشابها لمصير نظرائهم في مكتب الرباط، وأن ينتهي بهم المطاف مجبرين على العمل في القناتين الإذاعية والتلفزيونية في وقت واحد، خاصة وأن المدير العام له سوابق في هذا الأمر حيث قرر نقل مجموعة من البرامج الإذاعية إلى التلفزيون معتمدا على الطاقم نفسه في الإعداد والتقديم.
وتُوجه لخيار انتقادات كثيرة بخصوص تدبيره لمالية المؤسسة، خاصة بعد انسحاب المستثمرين الإماراتيين من رأس مالها في منتصف سنة 2016، بالإضافة إلى مشاكله الكثيرة من الأطقم العاملة في "ميدي 1 راديو" و"ميدي 1 تيفي" والتي أدت بالعديد منهم إلى الاستقالة والالتحاق بتجارب إعلامية خارج أرض الوطن.